الآن برح الخفاء وظهرت النيات وبدأ وضع المخططات فى صورتها النهائية موضع التنفيذ ، فمنذ نصف قرن صرح بن جوريون رئيس وزراء الكيان الصهيونى الغاصب بأنه لا معنى "لإسرائيل" بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل ، وللأسف الشديد لم يأخذ العرب والمسلمون هذا الكلام مأخذ الجد ، ولم يعدوا للأمر عدته ، وفى مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة حاول الصهاينة وبدعم من الحكومة الأمريكية المنحازة الحصول من السلطة الفلسطينية على اعتراف منها بالسيادة للكيان الصهيونى الغاصب على القدس ، فلما رفضت السلطة الفلسطينية بدأت الضغوط المادية والمعنوية والتصريحات بأن المسجد الأقصى مبنى على جبل الهيكل ، مما يؤكد نيتهم فى هدم المسجد لإقامة الهيكل ، ثم بدأت الاستفزازات باقتحام السفاح شارون لحرمة المسجد فى حماية آلاف الجنود المدججين بالسلاح ثم فى فتح النيران على المسلمين الفلسطينيين العزل الذين جاءوا لحماية المسجد بأجسادهم وأرواحهم ، لتقع مذبحة إجرامية بشعة جديدة من الصهاينة فى مدينة السلام .

والإخوان المسلمون إذ يدينون هذه المجزرة البشعة يطالبون المسلمين شعوبا وحكومات بالتحرك لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والقدس الشريف ، فلم يعد ثمة مجال على الإطلاق لبيانات التنديد والإدانة ، كما يجب على السلطة الفلسطينية أن توقف كل المفاوضات مع العدو الصهيونى ، وأن تطلق المجاهدين من سجونها ، وأن تفسح للشعب الفلسطينى المجال لممارسة خياره الحقيقى بالجهاد والاستشهاد .

ويطالب الإخوان المسلمون الحكومات العربية بعقد قمة عاجلة تتخذ فيها قرارا فاعلا على مستوى الحدث والمسئولية وأن تتخلى عن خلافاتها ، وأن تتصدى لمخططات الصهاينة فى الاستيلاء على فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ، وأن تترك الحرية لشعوبها للحركة والتعبير عن مشاعرها وتأكيد دورها الجهادى حتى يشعر العدو ومن وراءه أن الشعوب حية وترفض الظلم وتأبى الضيم وتتمسك بالمقدسات وتفتديها بالنفس والنفيس .

كما يطالبون الدول الإسلامية بإعلان موقفها والتعبير عن رأى شعوبها من خلال قمة إسلامية صارت تمثل ضرورة لمواجهة الأخطار المحدقة بالقدس والأقصى الشريف.

كما يطالبون شعوب المسلمين وحكوماتهم بدعم الشعب الفلسطينى ماديا ومعنويا حتى يتم خلاصه وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيونى الغاشم .

(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

 

الإخوان المسلمون

القاهرة فى :         2  من رجب 1421هـ

30 من سبتمبر 2000م