5  7

سادساً : الإخوان والإصلاح

يري الإخوان المسلمون أن الإصلاح السياسي هو المدخل الحقيقي والأساسي لكافة أنواع الإصلاح الأخرى، ويتلخص هذا الإصلاح في ضرورة إجراء انتخابات تشريعية تكفل لها كافة ضمانات الحيدة والنزاهة وتشرف عليها السلطة القضائية إشرافا كاملا بدءا بإعداد كشوف جديدة للناحبين ومرورا بتوقيع كل ناخب قرين اسمه في كشوف الإدلاء بالأصوات وانتهاء بفرز وإعلان نتائج الفائزين

إن الإخوان يؤملون كثيرا من وراء إيجاد مجالس نيابية يعبر بحق وصدق عن توجهات الشعوب وآمالها وطموحاتها لتكون قادرا على الرقابة الحقه دون تراخ أو قيود. ولكي تصدر في تشريعاتها أيضا عن هوية هذه الأمة وقيمها وتراثها الخالد ويعبر عن إرادة الشعب ومصالحة الحقيقية

ويطالب الإخوان المسلمون بضرورة إيقاف العمل بالأحكام العرفية وإلغاء كافة القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات حتى تستطيع الشعوب أن تمارس دورها المنوط به، ولكي تخرج من عزلتها للمساهمة في صنع حاضرها وبناء مستقبلها بشكل لائق

لقد هيأ الإخوان أنفسهم وأعلنوا استعدادهم الالتزام بقواعد الديمقراطية

ومن بين الاتهامات العجيبة التي تثيرها بعض الاقلام ضد الإخوان المسلمين اتهامهم بالحض على كراهية النظام العام للدولة أو نظم الحكم

وبداية يقرر الإخوان المسلمون أنهم يفرقون بين النظام العام للدولة وما يرتكز عليه من دستور وقوانين، وبين ما يقع من ممارسات بعض الأفراد والرموز والهيئات التابعة للسلطة الحاكمة والتي تتعارض مع النظام العام للدولة نفسه

فمن منطلق المواد المتواجدة في دساتير الدول المختلفة التي تنص على ان الإسلام دين الدولة، واللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، يسقط على الفور إدعاء اتهام الإخوان بالحض على كراهية الأساس الذي يقوم عليه النظام العام. هذا فضلا عن أن الإخوان المسلمين يقدرون أن تكون للدولة مؤسساتها، وأن يكون هناك فصل واضح بين السلطات، وأن النظام السياسي القائم على التعددية يقي الشعوب من أخطار الدكتاتورية والاستبداد.

صحيح أن هناك مواد في الدساتير المختلفة تحتاج إلى تعديل، وأن هناك أيضا قوانين يجب ان تتواءم مع الدساتير، لكن الإخوان يوقنون أن هذه التعديلات يحب أن تكون بالوسائل السلمية ومن خلال المؤسسات الدستورية، وعبر صناديق الانتخاب حيث يقول الشعب كلمته وتحترم إرادته، وهذا ما مارسه الإخوان خلال وجودهم في المجالس النيابية المختلفة. وكيف يستقيم القول بالحض على كراهية النظام العام وتعطيل أحكام الدستور مع المشاركة الواسعة في كل انتخابات عامة !?

من ناحية أخرى لا يتوانى الإخوان المسلمون عن القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالأسلوب الذي يتفق وطبيعة هذا الدين وهو الحكمة والموعظة الحسنة تجاه كل ما يخالف الإسلام من ممارسات