7  9

ثامناً : الإخوان والتنظيمات السرية

ليس لدي الإخوان المسلمين أية تنظيمات سرية أو النية لعمل تنظيمات تعمل تحت الأرض بعيدا عن الأعين. فليس هذا من منهاجهم أو توجههم فضلا عن أن العمل السري يضر بالعمل الدعوي

فأما أن التنظيمات السرية لا تتفق ومنهج الإخوان فذلك واضح من خلال حركتهم ونشاطاتهم في مجالات كثيرة ومتعددة عبر العقود الأخيرة، كما أن لافتاتهم وملصقاتهم موضوعة في كل مكان من أرض مصر شاهدة على أنهم يعملون في وضح النهار وأنهم موجودون وسط الميدان يعيشون مع الناس ويمتزجون بهم ويشاركونهم أفراحهم واتراحهم.

لقد دخل الإخوان المسلمون انتخابات المجالس النيابية والمحلية في البلاد المختلفة، هذا فضلا عن الانتخابات المتعاقبة للنقابات المهنية المختلفة.

وكان تحرك الإخوان في هذه الانتخابات جميعها علنيا وظاهرا وبارزا بشعاراتهم وهتافاتهم ولقاءاتهم وبياناتهم. وهم الآن موجودون في النقابات المهنية المختلفة ونوادي هيئة تدريس الجامعة، والجمعيات والمجالس المحلية، ومن خلال الانتخابات النزيهة الحرة.

ولا يستطيع أن ينكر أحد دورهم في المجالس النيابية، وتكوينهم لتكتلات نيابية باسم جماعة الإخوان المسلمين، وكيف أنهم اثروا الحياة النيابية بأفكارهم وآرائهم وتوجيهاتهم في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية..

ولم يتخلف الإخوان المسلمون يوما ما عن الإدلاء بدلوهم وتبيان آرائهم??

فلماذا بعد كل هذا يلجأ الإخوان لعمل تنظيمات سرية ?

وأما أن التنظيمات السرية تضر بالعمل الدعوي فهذا يرجع إلى أن التنظيمات السرية تعمل في الظلام، والظلام بطبيعته يستحيل معه - مهما كانت القيادة نشطة وواعية ومتحركة وجادة - متابعة كل الأفراد ( خاصة إذا كان عددهم عظيما ) من حيث العقيدة والأفكار والسلوكيات والأخلاق، ومدى مطابقة هذا من عدمه مع العقيدة الصحيحة، والأفكار الأصيلة للدعوة، والسلوكيات والأخلاق الأساسية للإسلام.

ولان الإخوان المسلمين ينتمون إلى أهل السنة والجماعة ويعتبرون أنفسهم جماعة من المسلمين فإن عقيدتهم وفكرتهم من حيث النقاء والأصالة لا تشوبها شائبة، كما أن مناهجهم واضحة ومتميزة من حيث اعتمادها على الكتاب والسنة والفهم الصحيح الذي أجمع عليه أهل العلم الثقاة وبالتالي فهم حريصون على إلا تشوه دعوتهم من قبل فرد أو مجموعة، ومخافة أن تنحرف الدعوة عن مسارها الأصلي ينبذ الإخوان المسلمون العمل السري ويرونه خطرا على دعوتهم وعلى أفراد هم.

إن العمل الدعوي في وضح النهار يكشف في وقت مبكر وبدون عناء أي انحراف يصيب العقيدة أو الفكر، كما انه يفضح أي سلوك يخالف تعاليم الإسلام وهديه وحتى لو حدث هذا فإنه يمكن معالجته سريعا وبشكل ميسور، أو أن تنفي الدعوة عن نفسها الخبث فتتخلص مما يريد أن يعلق بها.

غير ان بعض الكتاب من غير المنصفين يحاول الآن وبشكل مبتسر إيهام الرأي العام بأن جماعة الإخوان صاحبة تاريخ عريق في التنظيمات السرية وأعمال الاغتيالات... الخ، مستشهدين ببعض الأعمال الفردية التي انزلق إليها أفراد من النظام الخاص في الأربعينات والتي أدانتها قيادة الإخوان في حينها.

ومن الحق والإنصاف القول بأن ظروف البلاد في الأربعينات ومطلع الخمسينات من هذا القرن اقتضت أن يشكل الإخوان - كغيرهم من الجماعات الوطنية في ذلك الوقت – نظاما من بعض الأفراد المحبين للتضحية والاستشهاد للقيام بعمليات جهادية ضد المحتل الإنجليزي الغاصب الذي كان جاثما على صدر مصر، وأيضا عصابات صهيون التي كانت ولا تزال تعربد بكل الوحشية والإجرام في أرض فلسطين، وقد أدى هذا النظام الخاص دوره على أروع ما يكون الأداء حيث شهدت ضفاف القناة وثرى أرض المسلمين بطولات خارقة وأعمال استشهادية فذة للإخوان المسلمين يفخر به كل غيور على بلاده، وقد انتهى النظام الخاص بانتهاء مسببات قيامه منذ اكثر من أربعين سنة ولم يعد له وجود الا الذكرى - الإخوان المسلمون - 30 من ذي القعدة 1415 ه / 30 من أبريل 1995.

 

محمد جمال حشمت

أحمد إبراهيم مصطفى

عبد الوهاب الديب زكريا محمد الجناينى صلاح أبو الفضل محمد كمال الميت
فئات فئات عمال فئات فئات عمال
بندر دمنهور وزاوية غزال  كوم حماده أبو المطامير وحوش عيسى كفر الدوار إدكو إيتاى البارود